كيفيَّة تربية النحل
النَّحل حشرة تعيشُ في جميع أنحاء العالم ما عدا القُطبين المُتجمِّدين، وتضمُّ فصيلتُه العملاقة أكثر من عشرين ألف نوع، وله أهميَّة اقتصاديّة شديدة. وقد اقتات البشرُ على عسل النَّحل مُنذ العصور الحجريَّة بجمعه من البريَّة، إلا أنَّ الإنسان تعلَّم استئناس النَّحل وبناء خلايا بسيطةٍ له لتوفير الحماية له، وليبني داخلها أقراصهُ الشمعيَّة، وذلك للحُصول على مخزونٍ مُستمرٍّ من عسله. ومن المُحتمل أنّ تلك الخلايا الأولى تكوَّنت من موادَّ بسيطة، مثل قطع خشبٍ جوفاء أو دِلاءٍ مُعلَّقة، وقد صنعَ الأوروبيُّون خلايا للنَّحل من القشّ ذاتِ شكلٍ قمعيّ، وعلى الأرجح أنَّ المُستكشفين الأوروبيين هُم من نقلوا نحل العسل إلى الأمريكيَّتين أثناء بعثاتهم إلى هُناك في مطلع القرن السَّابع عشر. وأمَّا صناعة عسل النَّحل بصُورتها التجاريَّة الحالية فقد ظهرت في القرن التّاسع عشر، عندما تم البدء ببناء النَّمط القياسيّ الحديث من الخلايا.
طرق التربية
تتمثَّل الوسائل الحديثةُ لتربية النّحل بطريقتين أساسيَّتين، هُما كالآتي:
✓التّربية المفتوحة: في هذه الطّريقة يبني المُزارعون للنَّحل صناديق من الخشب وفقَ معايير قياسيَّة تُوفِّر للنّحل المواصفات والشّروط الأساسيّة التي يحتاجُها في خليَّته، والأمر الأكثر جوهريَّة في تصميم هذه الخلايا هو الاكتشاف الذي حقَّقه العالمُ لورنزو لانسغروث عام 1852 الذي يُسمَّى "المسافة النحليّة"، وهي مقدارٌ ذهبيٌّ يُعادل 8 مللِّيمترات يُعتَبر القدر اللاَّزم تماماً لمنع النَّحل من سدِّ الثّغرات القائمة في شمع الخليَّة أو توسيعها، والهدفُ منها هو ضمانُ أن تبقى خلايا النَّحل على شكل صفائح يسهلُ على المُزارعين تحريكها ونقلُها، وهو أمرٌ لم يكُن مُمكناً قبل اكتشاف هذه الطريقة في البناء. تتألَّف الخلايا الحديثةُ من وسيلة للتَّعليق تفصِلُها عن الأرض، وقاعدةٍ لبناء أقراص النَّحل الشمعيَّة، ومن ثمَّ صندوقٌ مفتوح من الأعلى والأسفل لتُوضع الأقراص عليه.
✓ الطريقة المفتوحة: عندما لا يسهلُ توفير بيئة محميَّة للنّحل أو يصعبُ نقله فمن المُمكن بناءُ منزلٍ ثابتٍ له لتُبنَى فيه خلايا نحلٍ عديدة، ويُمكن نقلها إلى أماكن تواجد الرَّحيق إذا ما اقتضت ذلك الضَّرورة.
0 التعليقات
إرسال تعليق