الاثنين، 28 أكتوبر 2019

مقدمة

النَّحل 



تُعَدُّ تربية النحل إحدى فروع الفِلاحة، وهي من أكثر المشاريع الزراعيّة نجاحاً، لذلك يسعى العديدُ من المزارعين الذين يقومون بتربية النّحل إلى الاهتمام بنحلهم ورعايته ليُنتِجَ عسله وشمعه وهلُامه الملكيّ ولقاحه بجودةٍ عالية، وتنتشرُ تربية النّحل في جميع قارات العالم. والنَّحل حشرة تشتهر بإنتاجها لمادَّة العسل، ولقدرتها على الدِّفاع عن نفسها أو خليَّتها بلسعة مُؤلمة. تعيش هذه الكائنات في جَميع أنحاء الكوكب ما عدا قارَّة أنتاركتيكا المُتجمِّدة، وهي تسكن كلَّ البيئات الموجودة على الأرض تقريباً. من المناطق الجبليَّة الباردة إلى الأقاليم شبه الجافَّة وقليلة الغطاء النباتيّ وانتهاءً بالغابات المطريّة. قد يبدو النحل مُخيفاً قليلاً بسبب عيشه في جماعاتٍ كبيرة واستماتته الشّرسة في الدّفاع عن خليَّته، ولكنّه قادرٌ على العمل بنظامٍ دقيق جداً ليتمكَّن من إنتاج العسل الحلو واللَّذيذ. يُؤدِّي النّحل دوراً جوهريّاً للبيئة، وذلك لأنَّه يُساعد النباتات المُزهرة على التّكاثر. تطوريّاً، ينحدر النّحل من نفس السُّلالة التي جاءت منها الدَّبابير، إلا أنَّه يختلفُ عنها بكونه تطوَّر ليُصبح كائناً عاشباً يتغذّى على رحيق الزُّهور، بينما الدّبابير تُعتَبر لاحمة.

 العسل 


            

 العسلُ مادَّة حُلوة لزجة القوام يصنعُها النَّحل بمُعالجة رحيق الأزهار، والرَّحيق في طبيعته سائلٌ خفيف يمتصُّه النّحل من تيجان الزُّهور، ومن ثمَّ يطيرُ عائداً إلى خليَّته ليُفرِّغه داخلها، وتستطيع النّحلات الجامِعة حملَ الرَّحيق بفضل جيوبٍ في سيقانها قادرةٌ على امتصاص الرَّحيق وتخزينه حتى تعود إلى العُشّ. بعد أن يَجمع النَّحل العسل في الخليَّة يتركُهُ لتجفَّ سوائله فيتَّخذ قواماً سميكاً، ومن ثمَّ يُضيف إليه مواداً كيميائيَّة مُختلفة تُعطيه مذاقه الفريد. ويُعتبر العسل مصدراً مُمتازاً للسكَّر البسيط، ولذلك فقد كان مُنتَجَاً اقتصاديّاً وتجاريّاً هامّاً مُنذ عُصور قديمة تعودُ إلى آلاف السِّنين.

1 التعليقات: